مقالات متنوعة

الخطابة العامة ونصائح هامة فى فنون الإلقاء

الخطابة العامة ونصائح هامة فى فنون الإلقاء


إن بلاغة الخطباء المرتجلين هي كالنار التي يشبههم بها «تايسيت» إذا خبا أوارها عفت آثارها. أجل إن الارتجال قوة لها على القلوب سلطان الساعة.

مرحباً بك في هذا المقال التعريفي عن الخطابة العامة ونصائح هامة فى فنون الإلقاء.

أفترض أنك تشاهد تقرأ هدا المقال لأنّك تريد إلقاء خطاب عن قريب أو لأنك تريد تحسين مهاراتك في الخطابة بشكل عام وهذا ما سنتحدث عنه بإختصار.

لا تعتبر مهارات الخطابة العامة صفة تولد مع الأشخاص. بل يتم تعلمها ويلزم لها تعلم لغة الجسد.

 

تعريف الخطابة بشكل عام

الخطابة (وتسمى أيضًا الخطابة العامة أو إلقاء الخطب أمام الجمهور) هي عملية أو فعل إلقاء خطاب أمام جمهور بشكل مباشر.[مصدر]

ويُفهم إلقاء الخطب أمام الجمهور عموما على أنه أمر رسمي، يكون وجهاً لوجه أمام الجمهور يخاطب فيه شخص واحد مجموعة من المستمعين.

وتقليديا، كان يشكل فن الخطابة جزءا من فن الإقناع. ويمكن توظيف الخطابة في تحقيق أغراض خاصة، كالإخبار والإقناع والتسلية.

كما يمكن أيضا استخدام أساليب وطرق وقواعد مختلفة حسب سياق الخطاب.

وقد بدأت بوادر نشأة الخطابة في روما واليونان وأمريكا اللاتينية. وأثر المفكرون البارزون في هذه البلدان على تطور فن الخطابة وتاريخها.

وفي الوقت الحالي، تواصل التكنولوجيا تطوير فن الخطابة من خلال التكنولوجيا المتاحة حديثًا مثل مؤتمرات الفيديو والعروض التقديمية متعددة الوسائط والأشكال غير التقليدية الأخرى.

 

كيف تصبح متكلماً أفضل

بغض النظر عن مهنتك، قد تتاح لك الفرصة لإلقاء خطاب يوماً ما، سواء في اجتماع صغير مع خمسة أشخاص فقط أو في مؤتمر كبير يضم 100 شخص.

وبعيداً عن الإطار المهني، قد يُطلب منك إلقاء خطاب في حفل أو مناسبة زفاف مثلاً. أياً كان الموقف، قد يكون إلقاء خطاب عام صعباً.

في الواقع، أظهرت الدراسات أن الخطابة العامة تُعد من أكبر المخاوف لدى الكثير من الأشخاص، وقد يكون من الصعب الاعتراف بذلك. 

قد تخشى من أن يحكم الناس عليك أو تعتقد بأنّك لست مؤهلاً للقيام بالمهمّة رغم خبرتك الكبيرة في مجال عملك.

إذا كانت هذه حالتك، أنت في أيدٍ سليمة. حتّى المعلمون والممثلون الذين لديهم سنوات من الخبرة يصابون بالتوتر والقلق قبل دخول الصف أو اعتلاء خشبة المسرح. 

ولكن هذا التوتر، أو الطاقة بعبارة أخرى، هو ما يذكّرهم بهدفهم في تقديم عمل جيد وبأنّه ثمّة غاية محدّدة لتواجدهم هناك. 

 

كيف تتغلب على عوائق الخطابة العامة

أنا عموماً عليّ التحدث أمام العامّة أو على منصّة أو أمام الكاميرا أو في صف دراسي.

والمضحك في الأمر أنني خجول بطبعي. ولكن بعد سنوات من التدرّب والتخطيط قبل كل حصة أو أداء، تعلّمتُ كيف أسيطر على نفسي ويمكنني الآن الاستفادة من ذلك بشكل إيجابي. 

عندما ألقي خطاباً، أتخيّل أنّني في أداء مسرحي وأتبنّى شخصية أو دوراً معيّناً حسب الموضوع الذي أتحدّث عنه.

وبناءً على الجمهور أمامي، تكون نبرتي إمّا جدية أو مرحة. 

يساعدك إلقاء الخطاب وكأنّك تقوم بأداء مسرحي على التركيز على محتوى كلامك.

لست بحاجة لأن تكون شخصيّتك قويّة بالفطرة أو أن تكون اجتماعياً لتقدّم خطاباً عاماً جيداً. 

مفتاح النجاح لتقديم عرض أو أداء جيد هو التحضير. يتيح لك التحضير أن تركّز على موضوع الخطاب وكيفية إلقائه والغاية منه.

وبعد تغطية هذه النقاط الأساسية، ستكون ملماً بموضوعك بشكل أفضل. 

فذلك يساعدك على تقديم خطاب أقصر ويساهم في الحد من شعورك بالخوف من المجهول.

فعدم الخوف من المجهول يعني الشعور بتوتّر أقل وبالتالي التحلّي بالمزيد من الثقة عند تقديم الخطاب. 

 

نصائح وأدوات من شأنها التحسين من مهارات الخطاب العام لديك

التحضير لا يقتصر على الإلمام بالمحتوى فحسب، بل يجب التحضير بدنيًا أيضاً وتجهيز أحبالك الصوتية والتفكير بشكل إيجابي.

فهذه النقاط تُعد من مفاتيح النجاح أيضاً. 

تذكّر أن جسدنا وعقلنا عبارة عن أداتين تساعداننا في نقل الرسائل. كلما عملت على تهيئة هاتين الأداتين، نجحت في جذب انتباه الجمهور وتركيزه. 

كلٌ منّا يبدأ بمستوى مختلف، ولكن باستخدام الأدوات المناسبة يمكن لأي شخص أن يصبح متحدثًا جيدًا. 

والآن، ما هو أوّل أمر يجب القيام به قبل إلقاء خطاب؟ الجواب هو تحديد الهدف من الخطاب بشكل واضح وهذا ما سنتطرق إليه في المحتوي القادم. 

 

أنواع وأقسام الخطابة

قسم اليونان قديمًا الخطابة ثلاثة أقسام تبعًا لأحوال الزمان من ماضٍ وحاضر ومستقبل، وسموها البيانية أو التثبيتية والشوروية والقضائية [مصدر].

القسم الأول يختص بالزمن الحاضر لمدح فترغيب أو ذم فتنفير، والقسم الثاني تتعلق بالمستقبل لتحمل السامع على جلب النفع للجمهورية أو دفع الضرر عنها، أو للحض على الحرب أو السلم وسن هذه الشرعة أو تلك واستمالة رأي الجمهور أو التغلب عليه.

وكانت تُجرى في الهواء المطلق أمام جماعات متهيجة بين الصخب والضجيج والمقاطعة والمعارضة والتكذيب، وكان على الخطيب أن يقاوم أمواج هذا العداء المتلاطمة من حوله.

وكثيرًا ما خطب غير واحد في آنٍ واحد كأنما هم في ميدان قتال لا مجال كلام. ولما بطل الاجتماع في «الفورم» أي المحل العمومي أو السوق بطل هذا النوع من الكلام.

والقسم الثالث يختص بالماضي، والغاية منه الدفاع عن متهم أو الحكم عليه، وهو من خصائص المحامين.

هذا التقسيم وضعه أرسطو الذي جعل الخطابة أحد أقسام المنطق، وألف فيه كتابه الذي عربه بشر بن متى في القرن العاشر ولخصه ابن رشد.

وقد مشى على هذا التقسيم أرباب الخطابة عشرين قرنًا، أما اليوم فقد تبدلت أحوال المعيشة المدنية والسياسية والدينية مما دعا إلى تبديله.

دعك من أنه تقسيم بعيد عن الدقة والإحكام لتداخل الواحد في الآخر من هذه الأقسام، فإن الخطيب الذي يتكلم عن الماضي لا بد له من الإلمام بالحاضر والمستقبل على سبيل الاستشهاد وغيره وكذا العكس.

والمعول عليه اليوم هو تقسيم الخطابة إلى خمسة أنواع: سياسية، وقضائية، وعسكرية، ودينية، وعلمية. 

1. الخطابة السياسية 

كان لهذا النوع من الخطابة فيما مضى المكان الأول لصلته المكينة بحياة الأمة في هبوطها وصعودها، فإن الأمة كانت كل شيء وكان عليها مدار العمل في الحرب والسلم.

فكان تأثير البلاغة أقرب واسطة إلى تحريكها ودفعها في طريق معينة، ولا يخفى أن المقصود بهذا القول الأمم الحرة كاليونان والرومان.

وأما المستعبدة المغلوب على أمرها فلم تكن تعرف هذا الفن ولا تحلم به لضعفها وخنوعها وامتناع الكلام عليها.

وكان الخطيب السياسي مضطرًّا إلى الإلمام بأسرار الدولة الداخلية والخارجية، والتعمق في درس أحوالها المادية والعسكرية فضلًا عما يحتاج إليه من حدة خاطر وشدة عارضة وحماسة في القول.

وقد أتى على الخطابة السياسية زمن تقلص فيه ظلها من بعد العصر الروماني، إلى أن عادت إلى الظهور في بلاد الإنكليز لعهد اللورد شاتام، ثم دزرائيلي وغلادستون، وفي فرنسا إبان الثورة وبعدها.

وكانت أيام الثورة كما مر بنا أجمل عهد للخطابة بمن لمع فيها من أشباه برناف، ودانتون، ودمولن، وميرابو وغيرهم.

لم يقصر في ميدان الخطابة من أتى بعدهم من نابليون إلى بنجمان كونستان والجنرال فوي وغامبتا وتيارس إلى كليمانصو، وجيورس، وفيفياني، وبريان، وبوانكارة لعهدنا هذا.

على أن خطباء العصور الأخيرة لم يبلغوا شأو الأقدمين، ولم يكن لهم تلك الجولات الواسعة التي عُرف بها الأولون، فقد صار من النادر أن يقف الرجل في مكان عمومي ويخطب في قوم لا معرفة له بهم.

وأغلب ما تكون الخطابة السياسية اليوم في محفل يضم إخوانًا وزملاء كندوة النواب مثلًا، ثم ينقل البرق الخطاب مختزلًا إلى أطراف المعمور فلا يكون له في المطالع أثره في السامع.

ولهذا قصرت غاية الخطيب على التدقيق في موضوعه وفي أرقامه الإحصائية متجافيًا ما أمكن وجوه الاستعارات وضروب المجاز وما إلى ذلك.

وإذا راجعت خطب مصطفى كامل وسعد زغلول لم يخف عليك ما فيها من سلاح العاطفة، وتبين لك أن هذه الطريقة لا تزال أقرب الطرق إلى قلوب الجماعات.

والخطابة السياسية من أصعب فنون الخطابة, لأن حركات الأمة هي نتيجة مد وجزر يولده سيطرة الأفراد على الجمهور، أو الجمهور على الأفراد، فيتبع الخطيب هذه الأمواج آمرًا في القوم أو خاضعًا لرغائبهم، فلا هو واثق بالنجاح كل الثقة، ولا يائس منه كل اليأس.

وقلما نجد من خطباء السياسة من لم يذق في احتكاكه بالجمهور لذة الانتصار أو لوعة الانكسار، وهذا يدلك على حرج الموقف وما يقتضيه من درس عقلية النواب والتعرف إلى أميالهم وأخلاقهم كما يتعرف الطبيب إلى جسم الإنسان جزءًا جزءًا.

والذي يعرض عن هذا الدرس مكتفيًا بما رزق من صنع اللسان وبلاغة البيان، أو عرف به من نزاهة القصد وإخلاص النية لم يسلم من الخيبة والفشل أحيانًا، بل لو طرح قلبه على المنبر لما أقنع السامعين إذا هم أبوا الاقتناع.

على كل حال من أهم واجبات الخطيب النائب أن لا يقرب خلَّتين؛ الأولى الغضب لأنه آفة العقل والرزانة، والثانية استعمال ألفاظ سافلة تدعو إلى الأسف والندم.

2. الخطابة العسكرية

 تختلف هذه عن السياسية كل الاختلاف, لأن الحرب لا تدع مجالًا واسعًا لتزويق الجمل، ومهما يكن الخطيب جهير الصوت فهو لا يستطيع أن يُسمع الألوف ولذلك جرت العادة أن تكتب الخطبة وتوزع على الجند.

والغاية من الخطابة العسكرية هي إنهاض همم الجنود وإذكاء نار الحماسة فيهم، وإثارة النخوة والحمية والإقدام، وتهوين الموت، وتجميل التضحية، وإعطاء الثقة بالنفس والأمل بالنجاح.

ومن أجمل الخطب العسكرية خطبة طارق بن زياد قبل فتح الأندلس، وخطبة نابليون في حملة إيطاليا، وبين الخطبتين كثير من الشبه كأن روحًا واحدة أوحت إلى البطل العربي والقائد الكورسيكي تلك الكلمات النارية الساحرة.

قال طارق: «أيها الناس أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر.»

«وقد استتعبكم عدوكم بجيشه وأسلحته وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم ولا أقوات إلا ما تستخلصون من أيدي عدوكم.»

وقال نابليون: «أيها الجنود لا قوت لكم ولا كساء، الحكومة مدينة لكم بالكثير ولا تستطيع أن تعطيكم شيئًا، وإن في صبركم وشجاعتكم لشرفًا لكم، ولكن ليس من ورائهما ربح ولا مجد، سأقودكم إلى أخصب سهول العالم، ستجدون مدنًا كبيرة وضياعًا غنيَّة، ستجدون الشرف والمال والمجد. أي جنود إيطاليا، أتعوزكم الشجاعة؟»

ومثل هذا قول روش جامكلين في حرب الفانداي: «أيها الجنود إن أنا تقدمت فاتبعوني، وإن أحجمت فاقتلوني، وإن مت فاثأروني.»

3. الخطابة الدينية

تعتمد على الشرح والإستدلال سواء أكان الموضوع دينيًّا محضًا أو تأويلًا وشرحًا للآيات المنزلة، أو ردًّا على أقوال الملحدين ودفاعًا عن الدين فالغاية من الموعظة واحدة، وهي تثبيت الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وهي من حيث الفائدة الدنيوية جزيلة النفع بما تجلب من التعزية للحزين، والشجاعة للجبان والقوة للضعيف، والأمل للبائس والصبر لمن خانه الصبر .

على شرط أن يكون الواعظ ممن خبروا النفس البشرية وامتلكوا ناصية البلاغة، وكان في كلامه مخلصًا تقيًّا وفي تبشيره صادقًا وفيًّا.

كانت عند العرب الخطابة الدينية عزيزة المذهب أيضًا، جليلة الغاية، بعيدة المرمى، وقد أوجبها الشارع وسنها للمسلمين في مساجدهم كل جمعة وعيد.

وفي الحج أي في عرفة، وأوجب على الحضور التزام الأدب مع الخطيب، بل علمهم حسن الإصغاء، وفي الحديث: «إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت.»

ولم يعيِّن الشارع موضوعًا خاصًّا للخطب الدينية، أو خطب الجوامع والمواسم بل جعلها مطلقة يتناول الخطيب الكلام من المناسبات الزمنية.

ويورد للحضور من هدي الشارع ما يهذب به أرواحهم، ويهيب بهم إلى بارئهم، ويغرس فيهم مكارم الأخلاق وليطبعهم بطابع الفضائل، ويحذرهم البغي والظلم ويستل بلطيف أسلوبه سخائمهم وأحقادهم،

ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويزين لهم العمل الصالح، ويربأ بهم عن مهلكات الشهوات.

4. الخطابة القضائية 

فيها من كل فن خبر؛ لأن المحامي يُدعى إلى الخوض في كل موضوع، وعليه أن يلم بأطراف العلوم، ويكون واسع الاضطلاع موفور الحظ.

ولا سيما في هذا العصر، فإن اتساع ميدان العمل أخرج المعيشة عن حالتها البسيطة، وولد في المعاملات الاجتماعية وعلائق الناس بعضهم مع بعض حقوقًا جديدة.

لا يكفي المحامي أن يكون بارعًا في علم الحقوق، بل هو في حاجة إلى بصيرة نقادة وذهن قادر على هضم أنواع العلوم.

لأن المسائل التي يوكل إليه البحث فيها هي علمية وطبية ومالية وزراعية وفنية، وعليه أن لا يجهل شيئًا مما يمكن أن يُعبِّد له طريق الفوز، فهو في آن واحد عالم وطبيب وتاجر ومهندس ومؤلف وغير ذلك.

ثم عليه بعد أن يجعل دماغه موسوعة علوم أن يعرف كيف يحرك العواصف ويثير شجون النفس؛ لأن من المحلفين من لا يعرف القانون ولا يأبه به، وإنما هو يحكم بما يمليه عليه الشعور والضمير.

قال كركوى: «يا لتعس المحامي الذي لا يحس لأول عبارة يتلفظ بها ارتياحًا من جانب القاضي، وتشوقًا لمعرفة ما سيقول، ولذلك كانت العناية بالمطلع وبراعة الاستهلال أول ما يجب الأخذ به.»

ويروى عن محامٍ في إحدى القضايا الكبرى أنه بدأ مرافعته بهذه الجملة الجذابة: «موكلي يطلب من عدلكم مليونين ومائة وخمسة وعشرين ألفًا وثلاثمائة واثني عشر فرنكًا وخمسة وعشرين سنتيمًا، ولا أنس السنتيم لأن حقي جلي واضح، فأنا أطلب الكل أو لا شيء.»

ومن بدائع الاستهلال ما فاه به الوزير كاليو في مرافعته عن نفسه بعدما قتلت زوجته الثانية المسيو كالمث منشيء الفيغارو.

الذي كان ينشر في جريدته وثائق ضد كاليو، فإن زوجة كاليو الأولى المطلقة منه هي التي قدمت هذه الوثائق، وكانت السبب البعيد في هذه الجريمة.

فجاءت إلى المحكمة كشاهد ضد كاليو وزوجته القاتلة، وبعد أن تكلمت كما شاءت وقف كاليو وقال ما معناه:< أريد اليوم أن أجرب أصعب شيء في حياتي، ولكن ثقي يا سيدتي أنه لا كلمة جارحة تخرج من فمي، ولكن الذين سمعوك على هذا المنبر أصدقاء وأعداء قد أدركوا أنه بين رجل لا ينكر أحد عليه العزم والمقدرة والإرادة وبينك يا سيدتي أنت التي تحوي على بعض هذه الصفات إلى حد المبالغة، قد أدركوا أنه من المحال أن تدوم الحال.

5. الخطابة العلمية 

هي أقل الخطب بلاغة لا تستنزل الدموع، ولا تثير العواطف، ولا توقد نار الغضب والحماسة، ولا تحرك عوامل البغض أو الرحمة. كلام علمي صناعة وبحثًا، وتركيب بسيط يقرب منال الحقائق العلمية من الأذهان.

على أن البلاغة الحقة لا تعرف لها حدًّا، فهي تتدفق من القلب والفكر أيًّا كان الموضوع، والخطيب البليغ يعرف أن يخلع حتى على الموضوع الجاف لمحة من الجمال والرونق والجاذبية فتزداد بساطته تأثيرًا.

تعليقات

المقالات الأكثر قراءة




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-